هاتف :  2319812 - 033 جوال 0958777650

قصة نجاح في قرية حربنفسه

كانت تصوب نظرها نحوي تريد أن تلفت انتباهي نحوها، وكنت أحاول أن استرق النظر إليها بين الحين والآخر، إلى أن انتهت جلسة التوعية ثم طلبت الجلوس معي بمفردها وهكذا تمت معرفة السيدة ابتسام من قرية حربنفسه من مواليد عام ١٩٨٨، أم لأربع أطفال  تعيش مع زوجها وأطفالها في بيت أهل الزوج ، كانت في ما مضى تعيش في منزل مستقل مع زوجها وأطفالها لكن عدم عمل الزوج وعدم وجود مصدر مادي للأسرة اضطرها إلى أن تنتقل لأكثر من ١٠ منازل وبعد فترة قصيرة من سكنها لكل منزل كانت تضطر مجبرة على الخروج منه بسبب عدم قدرة الزوج على دفع أجرة المنزل ، في بداية لقائي معها قالت:

( أنا تعبت …تعبت من كلشي من الدنيا ومن والشنططة ومن بيت عمي والفقر وترباية الولاد )

حال السيدة ابتسام كبقية حال أهل قرية حربنفسه حيث كان لقريتهم النصيب الأكبر من الحرب والدمار عاشت أيام القصف وسمعت أصوات الرصاص،  وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة اشتد القصف واضطرت مرغمة على النزوح سيراً على الأقدام في منتصف الليل إلى قرية ( الرستن ) المجاورة  ومن ثم عادت هي وعائلتها إلى القرية منذ عام تقريباً ، واستمرت المعاناة زوج عاطل عن العمل وهي كذلك قسوة من قبل أهل الزوج في التعامل معها وصعوبة التعامل وإيجاد أسلوب للتواصل الفعال مع طفلتها روئ التي تبلغ من العمر (١٠) أعوام بسبب وجود مشاكل سلوكية للطفلة وتحديداً  (الكذب والعناد)

من خلال عدة جلسات فردية  مع السيدة ابتسام تم الاتفاق معها على رسم خطة للأيام والجلسات القادمة ، ومن خلال الخدمات المتوفرة في المركز تم تحويلها إلى قسم جيكا ، بالإضافة إلى تحويلها إلى قسم التدريب المهني لتعلم مهنة ( خياطة نسائية )

 

لتمكينها وتفعيل دورها في المجتمع،  بالإضافة إلى تحويل الزوج إلى قسم سبل العيش

(المشاريع الصغيرة ) حيث تمت الموافقة على مشروع الزوج وافتتاح مشروع لصنع الأجبان والألبان ليساعد العائلة في كسب الرزق والعيش الكريم،

 

كما تم دمج الطفلة والأم في نشاط مشترك أتاح لهم خلق جو من المتعة والفرح والألفة بينهم ، وحضور الطفلة للعديد من أنشطة الدعم النفسي الاجتماعي ومتابعتها من خلال عدة جلسات فردية،  وبعدها بفترة ما يقارب خمسة أشهر تم الاتفاق مع السيدة على إغلاق الحالة بعد استقرار وضعها النفسي والأسري،  حيث أنها تمكنت من الانتقال إلى منزل جديد هي وزوجها وأطفالها،  وفي ختام جلساتي معها قالت لي ( أنسة بدي قلك شغلة في غناية بالجوال عندي اينميشن كل ما سمعتها بتذكرك..شو هي ؟ ..بتقول حلمي تحطم واختفى ببداية الغناية بكون محطم وحزين وبأخر الغناية بقول ودعت يأسي ها هنا ، وتركت ألامي أنا ، ووقفت في عزم لأمشي للمنى،  فتفحت حولي الزهور،  وبعطرها نشر السرور وبراحة احسست لامسني الشعور .. حزني تحطم واختفى .أنا هيك جيت لعندك محطمة وهلأ شوفي كيف صار عندي أمل )

شكرتني بامتنان و عاهدتني بأن تكمل حياتها

بأمل كبير و نظرة مختلفة حالمة بالحياة تمنيت لها السعادة و أن تبقى مشرقة كما غادرتي

 

إعداد وتقديم :مديرة حالة الدعم النفسي الإجتماعي(حربنفسه)

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

تمرير للأعلى